لم يفاجأ الفني الإسباني بيب جوارديولا
الكثيرين عندما اتخذ قراره النهائي بالرحيل عن النادي الكاتالوني فكل
تصرفاته في الفترة الماضية كانت تشير إلى قرب رحيله عن الكامب نو وأهم تلك
المؤشرات هو رفضه التجديد لفترة طويلة الأمد رغم المغريات العديدة التي
قدمتها له إدارة البارسا.
ولكن ما صدم الكثيرين هو تعيين مساعده
تيتو فيلانوفا كخليفة له في قيادة النادي الأفضل في العالم على الأقل في
السنوات الأربع الأخيرة والأرقام تتحدث عن ذلك، توقعت جل وسائل الإعلام
الإسبانية تعيين مدرب صاحب إسم مرموق مثل بيلسا أو فينجر أو لاودروب أو إنريكي إلا أن إدارة البلوجرانا وضعت جل ثقتها في إبن أكاديمية لاماسيا أملاً في المحافظة على إرث جوارديولا الثقيل.
ما
أعجبني في فيلانوفا هو قبوله لمهمة تدريب برشلونة على الرغم من قلة خبرته
كمدرب وهذا يدل على ثقته الكاملة بنفسه مع العلم أنه سيستند على عديد
العوامل التي ستساعده على النجاح أهمها درايته الكاملة بما يدور داخل أسوار
الكامب نو على اعتبار عمله كمساعد لجوارديولا في الفترة السابقة.
وعلى
الرغم من ذلك فهنالك عديد التحديات التي ستواجه تيتو في فترة قيادته
للبارسا ما يستوجب عليه العمل بذكاء وحنكة لتفادي الدخول في النفق المظلم
وهذه التحديات يمكن أن نوجزها في ست نقاط:
أولاً: إرث جوارديولا الثقيل..
كلنا يدرك مدى النجاح المذهل الذي حققه بيب رفقة النادي الكاتالوني حيث
تمكن من جلب 13 لقباً في أربعة مواسم فقط، البعض وصف أن مجرد التفكير في
تكرار هذا الإنجاز يعتبر ضرباً من الجنون ولكن هذا لا ينفي الضغوط الكبيرة
التي سيعاني منها فيلانوفا فبالتأكيد الكل سيقارن انجازاته بما فعله
جوارديولا.
ثانياً: السيطرة على غرفة تغيير الملابس.. ويستحضرني في هذه اللحظة تصريح أدلى به لاعب برشلونة السابق زلاتان
إبراهيموفتش والذي أبدى استغرابه الشديد لتعامل لاعبي البارسا مع جوارديولا
وتفاهمهم وانسجامهم منقطع النظير معه وتنفيذهم للتعليمات كالتلاميذ الصغار
من دون أن يثيروا أي مشاكل على الرغم من التدريبات القاسية التي يُخْضعها
لهم جوارديولا في بعض الأحيان.
هذا التصريح يبين مدى التفاهم الكبير
بين بيب ولاعبيه إضافةً إلى قوة شخصيته كمدرب، وعلى الرغم من وجود عديد
النجوم في دكة الاحتياط في حال عدم وجود إصابات أمثال فابريجاس وتياجو وفيا
وغيرهم إلا أن المشاكل تكاد تكون منعدمة فهل ينجح فيلانوفا في السيطرة على
غرف تغيير الملابس لاسيما مع اكتمال شفاء فيا وأفيلاي؟.
ثالثاً: مواصلة الاعتماد على لاماسيا..
لا يستطيع أي شخص انكار الدور الكبير لجوارديولا في السماح للمواهب الشابة
التي نشأت في أكاديمية لاماسيا بابراز مقدراتها مع الفريق الأول،
جوارديولا وفر الكثير من الأموال لإدارة برشلونة وذلك بالاعتماد على لاعبين
أمثال بوسكيتس وبيدرو تياجو وغيرهم فهل يواصل فيلانوفا السير على خطى سلفه
؟.
رابعاً: المحافظة على السحر الكاتالوني..
لا يستطيع أي شخص انكار أن برشلونة هو النادي الأفضل في السنوات الأربع
الأخيرة.. كرة قدم ممتعة وتنويع للعب من العمق والأطراف مع السيطرة المطلقة
على الكرة في كل مبارياته مع الفرق المنافسة مهما كان إسم النادي الذي
يلعب أمامه دون أن ننسى القدرة الكبيرة على استغلال سرعة لاعبي الفريق في
الهجمات المرتدة وترجمتها إلى أهداف فهل سيغير فيلانوفا في أسلوب الكرة
الشاملة الذي ينتهجه برشلونة ؟.
خامساً: التعامل مع وسائل الإعلام..
من المعلوم مدى العصبية المفرطة للصحافة الإسبانية فهي منقسمة بين الأندية
فهنالك مثلاً الآس والماركا المنحازتين لريال مدريد إضافةً لألموندو
ديبورتيفو وسبورت الكاتالونيتين دون أن ننسى صحيفة سوبر ديبورتي المتخصصة
في أخبار فالنسيا، هذا التنوع يخلق في بعض الأحيان حرب إعلامية يروح ضحيتها
صناع القرار في الأندية الكبيرة، واشتهر جوارديولا بلباقته منقطعة النظير
وقدرته الفائقة في التعامل مع الأسئلة المحرجة للصحفين ما أكسبه احترام
الصحافة المدريدية قبل الكاتلونية فياترى كيف سيتعامل فيلانوفا مع الإعلام
الإسباني ؟.
سادساً: مورينيو..
لن ينسى كل عشاق برشلونة وريال مدريد تلك الحادثة الشهيرة يوم 18 أغسطس
2011 وذلك في مباراة الكلاسيكو التي فاز فيها برشلونة بثلاثة أهداف مقابل
هدفين، مارسيلو تدخل بعنف على قدم فابريجاس ما أدى لشجار بين لاعبي
الفريقين راح ضحيته فيا وأوزيل بالبطاقة الحمراء، ولكن أكثر ما لفت إنتباه
الحضور هو ا في تصرف وجد استنكار الكل.
وسائل الإعلام تحدثت حول هذه
القضية لفترة طويلة ومن الممكن أن تكون هذه الحادثة بمثابة الشرارة التي
ستوقد نار الحرب بين فيلانوفا ومورينيو الموسم القادم فهل سينجح الطرفان في
تلافي هذه القضية ؟.
خلاصة القول هو أن فيلانوفا يننتظره عمل شاق للغاية، مهمته الآن أصعب بكثير من مهمة
جوارديولا عندما تسلم قبل نحو 4 أعوام من الآن دفة قيادة البلوجرانا من
سلفه ريكارد، فهل سينجح فيلانوفا في مواجهة كل هذه التحديات والتغلب عليها
والمحافظة على ريادة البارسا محلياً وأوروبياً وعالمياً ؟.
الإثنين سبتمبر 18, 2023 1:33 pm
مشكووووووووووووووووور
