عندما ودعت شمال افريقيا جنوب افريقيا..!

الجنس : العمر : 29 عدد المساهمات : 40

الســلام عليكم

كالعادة
وبعد كل اخفاق وهزيمة ينبري "الخبراء" و"المحللين" و"أصحاب الرؤية الفنية
الثاقبة" لتحليل اسباب الرسوب ونقد العيوب أو للطم الخدود

هؤلاء
المحللين الذين تجاوزهم الزمن في عالم التدريب أصبحوا متخصصين في علم
الكلام الفارغ بل أن أسطوانتهم المشروخة أصبحت محفوظة عن ظهر قلب ويتم
استحضارها عند كل اخفاق وكأننا أمام مشهد دراماتيكي في فيلم رديء فرض علينا
مشاهدته في كل مناسبة كروية قارية أو عالمية

الجميع
أصبح يسهب في الحديث عن الوطنية وفسادا الاتحادات الكروية وفشل خطط المدرب
وغيرها من المبررات الواهية مع العلم أنه بنظرة بسيطة الى الفرق الافريقية
الجنوبية نجد بعضها تعيش في فقر مذقع وحروب مستمرة ومع ذلك لها مشاركات
قوية في أي تظاهرة قارية وأخرى لا تعرف شيئا عن التكوين والبنيات التحتية
ومع ذلك تتصدر مجموعاتها وجامعات تعاني الفساد من رأسها حتى أخمص قدميها
ولكن في النهاية منتخبها يتوج بالكأس الافريقية فكل عيب من العيوب التي
يسهب هؤلاء "المحللين" في استعراضها كل مرة هي موجودة في بلدان افريقية
بأضعاف مضاعفة

فما السر من وراء تخلف شمال افريقية المستمر عن جنوبها

النتيجة
الواضحة هي أننا تخلفنا عن الركب ومع ذلك لازلنا نتعامل بنفس العجرفة
والتعالي معتقدين بأننا قادرين على سحق بلدان افريقية بالكاد ننطق اسمها
بمجرد تواجدنا على المستطيل الاخضر فلا داعي للعرق وبدل الجهد والاجتهاد

بينما
منتخبات جنوب القارة بعشوائيتها وتخبطاتها وفسادها وتدخلات السياسة فيها
أصبحت تقدم منتوج كروي أفضل مما تقدمه شمال القارة حتى أصبح البعض منا لا
يجد غضاضة في التصريح بأننا خرجنا "بشرف" من الدور الأول!!

الى
عهد قريب كانت شمال القارة تتفوق على جنوبها بالتكتيك والفنيات وكانت تكسر
التفوق الجسماني للافارقة وتتلاعب بهم فوق أرضية الملعب بأقل المجهودات
أما حاليا فيبدو أن شمال القارة قد ودعت جنوبها بالفعل

فالمخزون التكتيكي والفني للافارقة السود أصبح يتفوق بمراحل عن الافارقة الشماليين

فهم لا يحتاجون الى مدرب عالمي ولا الى مخطط استراتيجي فقط الرغبة والتحدي

أما نحن فلازال محليينا يلاعبون أنفسهم واندية افريقية منزوعة الدسم فيطبلون ويهللون بالتفوق عليها

ومحترفينا يمارسون
في فرق أوربية مغمورة وبعضهم يكفي أن يلعب ربع ساعة في الشهر مع فريقه
"الكبير اعلاميا" لتصبح لديه شروط وأوامر بل أنفة وتعالي متناسيا أنه لا
يعدوا أن يكون محترف من الدرجة الثالثة والرابعة

الحقيقة المرة هي أننا لم نعد ننتج لاعبين موهوبين فنيا وتكتيكيا ولياقيا عكس جنوب القارة

وبالتالي فأي مدرب حتى لو جئت بمورينيو أو السير فيرغسون فلن يستطيع فعل أي شيئ وسيكتفون بالحديث عن التشريف ورفع الرأس

النواة
الصلبة لأي مشروع خططي أصبحت مفقودة في شمال القارة وعلينا أن ننتظر
الصدفة بأن تجود علينا بجيل ذهبي ينبعث من الفراغ لكي يحقق

شيئا ما

في لحظة ما

وفي مناسبة ما