افتتاحية الجارديان: (مصر.. الانقسام الثوري) خصصت صحيفة الجارديان اليوم افتتاحية لها تتناول ما وصفته بوصول مصر
-بعد نحو عامين من ثورتها- للنقطة التي كان عليها محاولة تجنبها بأي ثمن،
وهو الصدع العميق الذي ربما يكون غير قابل للرأب بين قوتين تدعي كل منهما
أنها وريثة الثورة الوحيدة.
تشير الصحيفة لرأي أنصار الرئيس محمد مرسي بأنه بعد شهور من التعويق
والتعطيل والمقاطعة، وبعد أن أوشكت المحكمة الدستورية العليا على إبطال كل
قرارات الرئيس، فإنه لم يعد لديه خيار سوى إصدار إعلانه الدستوري الأخير.
وتشير الجارديان كذلك لاتحاد معارضي الرئيس –العلمانيين والليبراليين
والمسيحيين- غير المسبوق في مواجهة ما يصفونه بانقلاب الإسلاميين، هاتفين
"ارفعوا أيديكم عن ثورتنا".
وتقول الصحيفة إن كلا منهما –الأنصار والمعارضين- يمكنهما حشد الآلاف في
الشوارع كما حدث الأسبوع الماضي وسيحدث الأسبوع المقبل، إلا أنها تعلق "من
يدعي أنه ديمقراطي يجب أن يعيد اكتشاف التوافق".
وتضيف الجارديان أن عملية (صياغة الدستور) كانت أكثر إثارة للجدل من
نتائجها، وتوضح أن منظمة "هيومان رايتس وتش" قالت إن مسودة الدستور "معيبة
ومثيرة للجدل" بشأن ما يجب أن توفره من حماية أساسية ضد الاعتقال العشوائي،
ولإخفاقها في إنهاء المحاكمات العسكرية للمدنيين.
وتقول الصحيفة إن المنظمة نوهت لإلغاء المسودة لمادة كانت تربط مساواة المرأة بأحكام الشريعة، وهي مادة دافع عنها السلفيون.
وتشير الصحيفة إلى عبارات عامة بالمسودة ربما تتيح تقييد حقوق أساسية،
وتبدو وكأنها تضع "الطبيعة الأصيلة للأسرة المصرية" فوقها وتتجاوزها.
وتقول الجارديان إن "المسودة" حقيبة تمتلئ بأشياء مختلطة، وكما هو الحال في
كل ما يخص هذا الجدل، ستعتمد على كيفية تأويلها في المستقبل، وتتساءل عما
إذا كانت هذه المسودة تبرر الانسحاب (من الجمعية التأسيسية)، وشهورا من
الشلل، أو حكم المحكمة الدستورية بإبطال تشكيل الجمعية نفسها، وتجيب "ليس
من الواضح أنها تبرر ذلك".
وتوضح أنه لا يوجد بلد –ناهيك عن بلد موشك على الإفلاس- يمكنه تحمل "قرارات
متأرجحة لمحاكم لها ولاء سياسي" بلا نهاية، وتقول "ليس هناك شك في أن قرار
المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب –الذي هيمن عليه الإسلاميون- بحجة بطلان
انتخاب ثلث أعضائه كان ملائما لمقاصد المجلس العسكري الحاكم حينها".
وتضيف أنه ليس هناك شئ يفترض عدم قيام المحكمة أيضا بإبطال جمعية الدستور، مؤدية لبطلان المسودة أيضا.
وتقول الجارديان إن كلا الطرفين نسوا ما حدث منذ 22 شهرا، عندما نحى المصريون جانبا انتماءاتهم الطائفية قبل أن يدخلوا ميدان التحرير،
وهم يلوحون بالعلم الوطني بدلا منها، وتضيف "باسم هذا العلم، يحتاج من
يدعون أنهم ديمقراطيون إعادة اكتشاف فن التوافق الذي نسوه منذ وقت طويل".
الثلاثاء أغسطس 06, 2024 11:58 am
