على مدى يومين من البحث المتأنّي والنقاش المعمّق، جلس الرئيس سعد الحريري على رأس الطاولة في مدينة جدة السعودية يستمع الى شرح مفصل لادق التفاصيل المتعلقة بالحاياة السياسية اللبنانية والتطورات الراهنة من نواب كتلة المستقبل وعلى راسهم الرئيس فؤاد السنيورة في حضور مستشاري الحريري.
اولى الملفات التي افتتحت في اللقاء الاول كان ملف تيار المستقبل الداخلي، اذ دار بين الرئيس المضيف ومدعويه بحث جدّي وعميق في وضع التيار السياسي منذ مغادرة لبنان لاسباب قيل عنها انها ظروف أمنية.
وفيما لم يصدر عن الحريري حتى الساعة اي قرار نهائي او رد على الكلام الاخير الذي ادلى به الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، او دعوة الرئيس نبيه بري له للعودة الى لبنان وتعهده بدرس مسألة ترؤسه للحكومة في حال قرر الحريري الترشح لذلك، اكدت مصادر في قوى 14 آذار أن الأجواء التي وصلت من جدّة، نقلاً عنه تشير إلى أنه لم يجزم موقفه بعد من تسلّم مهمّة تأليف حكومة وطنية تجمع كل القوى، بما فيها حزب الله، بدلاً من الرئيس تمام سلام.
الا ان الحريري وفي موقف لافت افادت معلومات صحفية انه اجرى اتصالاً الأسبوع الفائت برئيس الحكومة المكلف تمام سلام وأبلغه رفضه تأليف الحكومة قبل نهاية شهر رمضان، الأمر الذي أثار امتعاض الأخير.
وتلا اتصال الحريري زيارة الرئيس فؤاد السنيورة لسلام ليؤكد الأمر نفسه، مشدداً على أنّ الأمر لا يتعلق برفض تأليف الحكومة بالمطلق، بل بتأخير التأليف إلى ما بعد عيد الفطر. وعلم ان سلام نقل هذه الأجواء إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في لقائهما الأخير في قصر بعبدا.
كما افيد ان الحريري قال في إحدى جلساته بجدة، من أنه "عائد إلى لبنان للحوار الوطني"، واكد مقربّون منه أن قرار عودته مطروح جدياً، وشبه متخّذ لكنه مرهون بالظروف والإمكانيات.
واشارت المصادر الى ان الحريري يؤيّد ما قاله نصرالله، لكنه لا يريد أن يشعر بأنه محاصر من أي جهة، كما أنه يؤيد الحوار المفتوح بين كافة القوى اللبنانية، أي بين فريقي 8 و14 آذار، لا الحوار الثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله.
وفي خطوة تمهد الطريق للتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي وتبقيه على رأس المؤسسة العسكرية، افادت المعلومات ان الحريري اجرى اتصالين نهاية الاسبوع الماضي بقائد الجيش أبلغه فيه موافقته شخصياً على تأخير تسريحه ورئيس الأركان اللواء وليد سلمان من خلال اللجوء الى المادة 55 من قانون الدفاع ولمدة سنة على الأقل.
وفي هذا السياق قالت المصادر انّ تيار "المستقبل" اتخذ قراره مؤيّداً المخارج المقترحة بعد لقاءات جدّة مع أركان التيار التي بدأت بعد مأدبة الإفطار ليل الأحد - الإثنين.
الموقف المستقبلي قابله تعهد من "حزب الله" بترتيب الموضوع مع "التيار الوطني الحر" في ضوء اللقاءات التي عقدت أخيراً بين الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، بحسب ما اكدته مصادر سياسية مطلعة.
الثلاثاء أغسطس 06, 2024 11:58 am
جزاك الله خيرا
