حمّل الرئيس سعد الحريري سلاح حزب الله المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تفاقم الاحتقان السياسي والمذهبي في لبنان، بعد ان أعطى لنفسه حقوق الدول في القرارات المصيرية، مشيراً الى ان هناك من يعمل على جر لبنان الى قلب العاصفة ولفت الى أن "الصواريخ التي إستهدفت محيط القصر الجمهوري ووزارة الدفاع هي رسالة إرهابية، هدفها النيل من رموز الدولة والاطاحة الكاملة بإعلان بعبدا".وعدد الحريري في كلمة متلفزة خلال عدة افطارات رمضانية اقامها تيار المستقبل في المناطق
اللبنانية العديد من المحطات منذ عام 2005 مذكراً بان حزب الله اطلق موجة التخوين واتخذ قراراً استراتيجياً أحادياً بخوض حرب تموز بمعزل عن الدولة اللبنانية كما لم يبادر الى التعاطي بمسؤولية مع الاغتيالات التي استهدفت 14آذار وعمل على تعطيل المحكمة الدولية وصولاً الى احداث 7 ايار. واذ اكد الحريري الالتزام بنهج الحوار كوسيلة لا غنى عنها لمواجهة التوتر المذهبي، علّق على دعوة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الى الحوار بالقول: "ما سمعناه عن الحوار هو محاولة للالتفاف على محاربة السلاح غير الشرعي".
وإعتبر أن سلاح حزب الله تحول بعد حرب تموز الى قوة ضغط على الحياة السياسية ووسيلة لترهيب الخصوم السياسين، وقال:"لم نتخل عن الحوار كضرورة وطنية وعن إيماننا القاطع بأن سياسات الإلغاء في لبنان هي ضرب من ضروب المستحيل، وهذا الأمر يعطينا الحق بإجراء مقاربة لموضوع الحوار تأخذ في عين الإعتبار التجارب الماضية والنتائج التي إنتهت اليها جلسات الحوار واسباب الانقسام الوطني".
واضاف: "نحن لا نهوى مناصبة حزب الله، بل نتطلع الى اليوم الذي تستقيم فيه العلاقات بين الأخوة ونلتقي فيه في دولة تحكمها المؤسسات ولا تعلو فيها أسلحة الطوائف"، مشددا على أن نبتة الإحتقان التي زرعت في 8 آذار تحولت الى شجرة خبيثة في 7 آيار.
ورأى الحريري أن لا مخرج للبنان من النفق الا بغلبة الدولة على فوضى السلاح والا بحصرية استخدام السلاح بيد الدولة، مؤكدا رفض أي شكل من أشكال الانتقائية في موضوع السلاح غير شرعي، داعياً لتسليم الجيش والقوى الامنية راية الدفاع عن لبنان وصون الوحدة الوطنية.
واشاد بموقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في دعوته الى اعادة النظر بسلاح المقاومة لأنه تخطى الحدود اللبنانية، مشيراً الى ان هذا الموقف يلتقي مع مواقف المطارنة الموارنة والبطريرك الراعي، وقال: "نحن مع هذه المقاربة تجاه السلاح غير الشرعي مهما كانت هويته، سواء كان بإسم المقاومة أو كان بإسم الدين".
واذ اعتبر ان خطوة الحريري حول التدخل في سوريا كانت في المجهول ولم تحسب حسابا لمصالح اللبنانيين، قال: "نريد للجيش أن يكون الأداة الاستراتيجية، الدفاعية عن الحدود والدولة والملاذ الحقيقي"، داعياً في الوقت عينه الى إخراج الجيش من الزواريب.
وعن الدعوات للعودة الى لبنان وترؤسه الحكومة شدد الحريري على ان هناك رئيس مكلف مؤهل لتأليف حكومة هو الرئيس تمام سلام، داعياً من يريد المساعدة في تشكيل الحكومة أن يساعد تمام سلام.
كما شدد على استحالة معادلة "جيش وشعب ومقاومة" لأن المقاومة ذهبت الى سوريا، داعياً الى وضع المشكلة التي ستفجر الحكومة الى طاولة الحوار.
كما شدد على ضرورة أن تكون الحكومة حكومة غير متاريس، مؤكداً استعداد المستقبل للتضحية وعدم المشاركة في الحكومة، وقال مخاطباً حزب الله: "أطالبكم بالتضحية بعدم المشاركة لمرة واحدة خصوصا انكم طيلة السنتين الماضيتين كانت لكم حكومتكم".
الثلاثاء أغسطس 06, 2024 11:58 am
