رغم ما يقوله أحد أبطال رواية "الجريمة والعقاب" للكاتب الروسي دوستويفسكي من أنّ ثمة ما يبرّر لأيّ قاتل فعلته، فإنّ ما شهده لبنان أخيرا من جرائم، من بسمة عيتاني التي قُتلت في دوحة عرمون، إلى نادين سمارة في صربا، إلى محمد جمّو في الصرفند، إلى رولا يعقوب في حلبا، وصولا إلى فاديا الحركة في برج البراجنة، يعجز أمامه أيّ تفسير أو تبرير.
وفي هذا السياق، تعزو الباحثة في علم الاجتماع فهمية شرف الدين هذه الجرائم إلى دوافع عدة، منها مناخ الحرب السائد في لبنان، وعدم الثقة بالقانون والعدالة، وتشير في حديثها إلى "الجديد" إلى أنّ هناك صورة، وخاصة تلك التي تنقلها وسائل الإعلام، تفيد بأنّ البلد ليس مسيّجاً بقانون وبمن يحمي هذا القانون، ولذلك يشعر الفرد بأنّه يعيش وحده ليستسهل بالتالي عملية القتل.
وانطلاقا من الجدول الإحصائي بالحوادث الجنائية الذي حصلت عليه قناة "الجديد" من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، يُلاحظ أنّ لبنان يشهد ارتفاعا لمعدلات الجريمة عاما تلو الآخر، حيث يُظهر هذا الجدول أرقاما مخيفة، ففي عام 2011 وقعت 11 جريمة شهرياً، وفي عام 2012 وقعت 16 جريمة، أما في عام 2013 وفي خلال سبعة أشهر وقعت 154 جريمة قتل من بين ضحاياها 15 امرأة، فيما كان حزيران الشهر الأعلى، إذ سُجلت خلاله 47 حالة قتل.
وتراوحت أسباب هذه الجرائم بين إشكالات عائلية أو شخصية واشتباكات سياسية، ففي خانة الإشكالات الفردية والعائلية ثمة 105 ضحايا خلال 6 أشهر تراوح القتل فيها بين إطلاق النار والطعن بالسكين، أما في خانة الاشتباكات السياسية والمذهبية، فهناك 49 قتيلا سواء في جبل محسن أو التبانة أو عبرا، وبالتالي فإنّ جرائم القتل بالنسبة المئوية هي 28 في المئة عام 2011 و40 في المئة عام 2012 و32 في المئة عام 2013.
الثلاثاء أغسطس 06, 2024 11:58 am
