بسم الله الرحمن الرحيم
الدعاء من اجلّ العبادات وقربة من اعظم الطاعات اذ هو الصلة التي
تجمع بين الانسان و خالقه ، يتحقق من خلاله معنى العبودية و السمو الروحي
و الترفع عن الشهوات الضارة .
اذ قال تعالى في كتابه الكريم
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }
سورة البقرة الاية١٨٦
يعد الدعاء فطري عند الانسان فهو يشعره بحنين الى الله و بحلاوة في مناجاته
كما يعتبر علاجا لكثير من الامراض النفسية كالاكتئاب فاذا افضي المحزون الى
ربه بما يعانيه من هم و ضيق و كان صادق في دعائه مقتنعا ان الله قريب منه
مجيب دعوته فانه يشعر بطمانينة و نفحة روحية تنشله مما هو فيه .مصداقا لقوله تعالى
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) سورة الرعد الاية ٢٨
فالانسان ضعيف امام احداث الحياة لا يجد سندا لضعفه غير الله لذلك امر الله تعالى عباده المؤمنين بالدعاء بما ذكر على لسان انبيائه الصالحين.
و الدعاء له شروط حتى يستجاب من اهمها ان يكون في السراء كما الضراء الا ان الانسان بطبيعته يلجا الى ربه وقت الشدة وما ان يكشف الله عنه مابه من ضر حتى ينساه تعالى و يغتر بقوته فيؤدي ذلك الى الاعراض عن اوامره و الافساد في الارض ويجني في الاخير عقابه .
احب الدعاء اليه تعالى ما بدئ بالثناء عليه سبحانه ، وذكر صفاته ، و الصلاة و السلام على رسوله الكريم محمد صلى الله عليه و سلم واصحابه رضوان الله عليهم
كما ورد بالقرآن و السنة مجموعة من الاوقات التي يستحب فيها الدعاء و يكون مستجابا باذنه تعالى من اهمها شهر رمضان الفضيل والعشر الاواخرمنه، التي
نحن في بدايتها الآن وقد روي ان النبي صلى الله عليه و سلم و اصحابه اشد ما يكونون حرصا على الطاعة و العبادة و القيام و الذكرخلال هذه الفترة
و قد روي عن عائشة رضي الله عنها انها قالت : " كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر شد مئزره، واحيا ليله، ايقظ اهله " رواه البخاري
لذلك يجب علينا ان نسير وفق نهج المصطفى الامين عسى ان يبلغنا الله ليلة القدر ويعيننا على طاعته و يطهر قلوبنا و يعتق رقابنا من النار
الإثنين نوفمبر 18, 2024 3:49 pm
