القدس المحتلة - ساد مدينة القدس المحتلة امس حالة من الغليان الشعبي والتوتر الشديد قبيل بدء ما يسمى (مسيرة الحجيج إلى القدس) بمناسبة عيد العرش اليهودي، التي أعلنت عنها أوساط الاحتلال ومستوطنيه المتطرفين في اليوم السادس لعيد «العرش اليهودي».
وقالت مصادر فلسطينية ان سلطات الاحتلال حوّلت المدينة المقدسة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية التي تغيب فيها مظاهر الحياة الطبيعية الاعتيادية وتبرز فيها كل المظاهر العسكرية والشرطية مع انتشار مكثف لمختلف أجهزة أمن الاحتلال في الشوارع والطرقات الرئيسية وتسيير الدوريات الراجلة والمحمولة والخيالة في الشوارع المحيطة والقريبة من أسوار المدينة المقدسة فضلاً عن نشر آلاف العناصر من قوات الاحتلال في الشطر الغربي من المدينة لتأمين الحماية للمستوطنين الذين سينطلقون بمسيرتهم من تلك المنطقة.
وأوضحت ان شرطة الاحتلال حاولت استيعاب حالة الغليان بالقدس بالإعلان بأن المسيرة اليهودية ستكون في الشطر الغربي من القدس ولن تصل إلى الشطر الشرقي. واشارت المصادر الى ان سلطات الاحتلال لجأت إلى اغلاق باب المغاربة الذي يستخدم عادة لاقتحام المستوطنين وقوات الاحتلال للحيلولة حسب ادعائهم منع اقتحامات المستوطنين للأقصى وإغلاق العديد من الشوارع والطرقات الرئيسية في الشطر الغربي من مدينة القدس المحتلة .
تزامنا، دعت مظاهرات حاشدة نظمتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي في غزة إلى «انتفاضة شعبية نصرة لمدينة القدس والمسجد الأقصى». ورفع المشاركون ، في مسيرة دعت لها حركة حماس وانطلقت من ميدان السرايا إلى مقر المجلس التشريعي وسط غزة ، الأعلام الفلسطينية ولافتات تضامنية مع القدس. وردد المتظاهرون عبارات التعهد بحماية المسجد الأقصى.وقال النائب عن حماس مشير المصري خلال المظاهرة إن القدس «لا تقبل القسمة ولا تجمع بين اليهود والفلسطينيين وستطرح كل غاصب». بدورهم ، نظم مئات من أنصار حركة الجهاد الإسلامي في غزة مظاهرة رفعوا خلالها لافتات كتب عليها «أقصانا لا هيكلهم، ستبقى القدس عاصمة فلسطين الأبدية».وقال القيادي في حركة الجهاد خالد البطش، خلال التظاهرة، إن محاولات إسرائيل لتقسيم المسجد الأقصى «تحمل تداعيات على المنطقة بأسرها ولن يكتب لها النجاح».
من جهتها ، نددت حركة فتح بـ»الهجمة الاستيطانية الممنهجة والشرسة التي تنفذها عصابات المستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة ضد مدينة القدس والمسجد الأقصى». واعتبرت الحركة في بيان صادر عن قيادتها في غزة، أن «العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد القدس يأتي ضمن مخطط التطهير العرقي الذي تتبعه حكومة الاحتلال ويمثل جريمة إنسانية وسياسية».
وقالت الحركة إن الهدف من ممارسات إسرائيل هو «جر شعبنا إلى مرحلة من عدم الاستقرار عبر استغلال الظروف الجارية في المنطقة لفرض وقائع جديدة على الأرض». في هذه الاثناء، اندلعت فجر امس مواجهات بين فلسطينيين وجنود الاحتلال بالمنطقة الشرقية من مدينة نابلس في الضفة الغربية . قالت مصادر فلسطينية إن «أكثر من 10 حافلات إسرائيلية تقل ما يقارب 500 مستوطن اقتحموا ضريح سيدنا يوسف وسط حماية أمنية مشددة من قبل جيش الاحتلال بعد منتصف ليلة الاثنين وأدوا الصلوات والطقوس الدينية».وأضافت المصادر لوكالة «معا» الإخبارية الفلسطينية ، أن «مواجهات عنيفة اندلعت بين جنود الاحتلال الإسرائيلي وعشرات الشبان الذين رشقوا الجنود بالحجارة والزجاجات الفارغة بينما أطلق الجنود قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية على الشبان دون أن يبلغ عن إصابات». واشارت المصادر الى ان قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية خلال المواجهات. يذكر ان المستوطنين ينفذون عمليات اقتحام أسبوعية للمنطقة التي انسحبت منها قوات الاحتلال عام 2000، بعد مواجهات دامية مع الفلسطينيين.
من جهة ثانية، وقعت مواجهات بين فلسطينيين ومستوطنين يهود في قرية سرطة قرب مدينة سلفيت شمالي الضفة الغربية. وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس في بيان صحفي» ان المستوطنين المتطرفين شرعوا بأعمال تجريف واسعة في المنطقة لربط مستوطنة بروخين بشارع «عابر السامرة» ليمر من أراضي قريتي بروقين وسرطة بطول كيلومترين. وأضافط ان مواجهات اندلعت في المكان بعد قيام سكان القرى بمنع جرافات الاحتلال والمستوطنين من تجريف أراضيهم». في السياق، اصيب 4 شبان على الاقل بالرصاص المطاطي، فيما اصيب عددا آخر بحالات اختناق جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع، خلال المواجهات التي اندلعت بين الشبان وجنود الاحتلال في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل. وقام الشبان برشق جنود الاحتلال المتمركزين على مدخل شارع الشهداء بالحجارة، فيما رد الجنود باطلاق وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وقنابل الصوت. في غزة، توغلت قوات الاحتلال شرق مدينة دير البلح وسط القطاع .وذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال المعززة بالدبابات والجرافات العسكرية توغلت شرقي دير البلح وقامت بتجريف الاراضي الزراعية في المنطقة.
الى ذلك، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان لها امس تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الخاصة بتوسيع الاستيطان في مدينة الخليل وأوامره بتسليم «بيت الرجبي» للمستوطنين في الخليل. واعتبرت الوزارة تمادي المستوطنين وحكومة الاحتلال في العدوان ضد الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته ومقدساته والاستهتار الدائم بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، تحدياً سافراً لإرادة المجتمع الدولي وتمرداً على الشرعية الدولية وشرعية حقوق الإنسان، ويشكل في الوقت ذاته تهديداً مباشراً لعملية السلام وللمفاوضات بين الجانبين.(وكالات).
الإثنين نوفمبر 18, 2024 3:49 pm
