قال عز الدين دويدار، المخرج السنيمائي والناشط السياسي: إن سلطات الانقلاب العسكري لن تستطيع تأمين الاستفتاء على دستور الانقلاب المزمع عقده في الشهر المقبل، لافتا إلى أن الانقلاب يخاطر بحياته في هذا اليوم، حتى لو استخدم قوات الشرطة والجيش مجتمعين، في ظل عدم ضمانه لولاء كل القوات في حالة المواجهة الشاملة مع المتظاهرين.
وأكد أن يوم الاستفتاء على دستور الانقلاب سيكون بيئة مثالية لأي تحرك مفاجئ أو مغامر داخل الجيش قد يكون موجودا، وقد يكون في حاجة لشرارة أو لحظة ضعف معينة، لافتا إلى أن الانقلاب يضع البيض كله في سلة الاستفتاء، فقد يخرج منتصرا وقد لا يخرج أصلا، وفي جميع الأحوال لن يخرج من هذا الحدث بأي شرعية.
وأوضح دويدار، عبر حسابه على فيسبوك، أن يوم الاستفتاء على دستور الانقلاب خطر شديد؛ لأن هناك 54 مليون ناخب و54 ألف صندوق في اللجان، بواقع ألف صوت لكل لجنة فرعية، وحوالي 5 آلاف لجنة عامة.
وبيَّن أن اللجنة الواحدة تحتاج 20 جنديا وأمين شرطة وضابطي جيش وشرطة، لافتا إلى أن هذا أقل تقدير في هذه الظروف، ويكون الانقلاب طبقا لهذا الحساب محتاجا إلى حوالي مليون و200 ألف عنصر أمني، مفترضا أنه لو تم ضم اللجان وخفض العدد للنصف فيكون التأمين محتاجا لـ600 ألف عنصر.
وأشار إلى هذا العدد يشمل كل الجيش والأمن المركزي والشرطة مجتمعين، بالإضافة إلى تأمين المؤسسات وإغلاق الميادين والحدود والمرافق وتأمين المعسكرات والأقسام والمديريات والوزارات والبنوك والكنائيس ومطارات والموانئ وغير ذلك.
وأضاف الناشط السياسي أنه في كل الانتخابات بعد الثورة كانت تقسم على مراحل؛ لأن الحالة لا تحتاج لعدد قوات كبير أمام اللجان؛ لتعاون الشعب كله، لكن الأمر مختلف في هذه الحالة.
وعرض دويدار توضحيا تفصيلا حول عدم استطاعة سلطات الانقلاب تأمين الاستفتاء على دستورهم في 10 ملاحظات نوردها بنصها:
* الأولى: أن 20 عنصرا أمنيا أمام أي لجنة لا يستطيع حمايها من 300 متظاهر فقط.
* الثانية: أن قدرة الانقلاب على إغلاق الميادين والشوارع وحماية المؤسسات ستكون في أضعف حالاتها.
*الثالثة: أن الانقلاب لا يستطيع إنزال كل قوات (الجيش) لحماية اللجان، وأقصى قدرته هو في حدود 200 ألف عنصر، وهو ما يعني اضطراره لأول مرة منذ الانقلاب لاستخدام قوات الجيش الموجودة في المعسكرات التي لا يضمن ولاءها في مواجهة المتظاهرين، غير أن هذا العدد لا يكفي أصلا.
*الرابعة: أنه يحتاج أن يفعل ذلك ليومين متتاليين وليس ليوم واحد.
*الخامسة: أن الثوار لا يحتاجون لإبطال كل اللجان الـ53 ألفا، فيكفي أن يوقفوا ربع عدد اللجان لوقف الاستفتاء، وحتى في أسوأ الفروض لو مر الاستفتاء ستخرج محافظات ومدن كاملة لن يتمكن من تمرير الاستفتاء بها، وهو ما يعني بطلان العملية. وستكون اللجان الباطلة موزعة على خريطة الجمهورية في كل اللجان العامة، مما يستحيل معه إعلان نتيجة أي لجنة عامة كاملة، وبالتالي لن تخرج نتيجة الاستفتاء.
*السادسة: أن الثوار في هذين اليومين سيكونون في وضع يحاصرون فيه القوات المتحصنة في اللجان لحماية الصناديق والقضاة، وستكون الشوارع والميادين للثوار حصريا.
*السابعة: أن أي أعمال تظاهر وقمع مضاد من قوات الانقلاب سيكون متوترا وعنيفا بطبيعة الحالة الخطرة، مما سيكون من عوامل فشل الاستفتاء، وتصدير صورة حرب الشوارع وليس العرس الديمقراطي، واستخدامه للبلطجية بغباء سيرهب المواطنين من الشعب اللي ناوي يروح للصناديق.
*الثامنة: أن مدى المخاطرة التي سيدخلها الانقلاب بهذه الطريقة كبير جدا، في ظل عدم ضمانه لولاء كل القوات في حالة المواجهة الشاملة مع المتظاهرين؛ لأنه حتى الآن يستخدم وحدات خاصة من المظلات ومكافحة الشغب وغيرها من الوحدات الخاصة.
* التاسعة: أن وضعا خطرا ومواجهة شاملة كهذه هي بيئة مثالية لأي تحرك مفاجئ أو مغامر داخل الجيش قد يكون موجودا، وقد يكون في حاجة لشرارة أو لحظة ضعف معينة.
* العاشرة والأخيرة: أن الانقلاب بهذا يضع البيض كله في سلة الاستفتاء، فقد يخرج منتصرا وقد لا يخرج أصلا.. وفي جميع الأحوال لن يخرج من هذا الحدث بأي شرعية.
الإثنين نوفمبر 18, 2024 3:49 pm
