قصة العثور على سيف الإسلام القذافي

عدد المساهمات : 86

قصة العثور على سيف الإسلام القذافي

ربما اقتربت فصول عائلة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي على الانتهاء مع اعتقال آخر أبنائه الذي كان ينظر اليه على انه خليفته في الحكم المنهار، بعدما اعتقل في" اوباري " بجنوب ليبيا. سيف الإسلام القذافي كان صعوده لوراثة الجماهيرية العظمى، من الباب الحقوقي، باعتبارهِ يقود جناحا إصلاحيا في النظام السابق، وقد أفرجَ من خلالهِ عن مئات المعتقلين، لاسيما المنتمون للجماعة الإسلامية الليبية للدعوة والقتال، ومن بين هؤلاء، كان عبد الحكيم بلحاج، القيادي الليبي الذي يشغل الآن مكاناً بارزاً بين الثوار. كانت عيون الليبيين تنظر إلى ابن العقيد باعتبارهِ صاحب سلوك مختلف، ومسيرته لبناء "ليبيا الغد" -كما كان يأمل- ستكون كفيلة لأن ينأى بنفسهِ عن "رؤية العقيد" في حسم انتفاضة بنغازي بالدم والحديد والنار.

هل بترت أصابع سيف الإسلام ؟

ربما يكون الثوار قد بتروا أصابعَ سيف الإسلام كما يعتقد البعض، فيما يشير أحد المقربين من عملية الاعتقال، أن الشاش الطبي الأبيض كان جديداً، وثمة آثار دماء تنزف من أصابعهِ، رغم أن الرجل الأسير، قال خلاف ذلك؛ إذ أكد أنها بترت عقب غارة جوية أطلسية. وأكّدت صحف جزائرية، أن قطع الثوار الليبيين لأصابع سيف الإسلام، جاءت تنفيذاً لوعدٍ قطعوهُ على أنفسهم، بأن يبتروا الأصابع التي توعد فيها "المتمردين" بالعقاب، فكان قطع سبابته، والإبهام والوسطى أيضا. في حين أكد سيف الإسلام في تصريح لوكالة رويترز* ‬أنه* ‬أصيب* ‬في* ‬غارة* ‬جوية* ‬قبل* ‬شهر*.‬ ولدى علم المجلس الانتقالي بهذا الأمر أصدرت تعليمات صارمة بعدم التعرّض لسيف الإسلام ولا لمرافقيه أبدا، وإيصاله سالما إلى الزنتان ومن ثم إلى طرابلس، حيث رصدت له حماية كبيرة، خشية أن تنتقم منه القبائل في الزنتان أيضا، لأنها أيضا تريد الانتقام لأبنائها، بعد التصريحات* ‬المستفزة* ‬التي* ‬كان* ‬يخرج* ‬بها* ‬سيف* ‬الإسلام* ‬في* ‬كل* ‬مرّة يتحدث‬ فيها الى الليبيين الذين ثاروا ضد اسرته .

وجد في بيت مهجور

وذكر أشرف الثلثي المعارض الليبي في تصريحات صحفية أن سيف الإسلام كان منذ أيام محاصرا في منطقة أوباري جنوب ليبيا وأنه كان بالقرب من قاعدة عسكرية جوية، حيث كان الثوار يرصدون تحركاته، وتحينوا الفرصة السانحة لاعتقاله، ووجد ‬في* ‬بيت* ‬مهجور* ‬بالمنطقة* ‬برفقة* ‬مجموعة* ‬من* ‬مرافقيه* ‬لا* ‬تقل* ‬عن* ‬اثني* ‬عشر* ‬شخصا،* ‬بينهم* ‬نجل* ‬مسؤول* ‬المخابرات* ‬الليبية* ‬عبد* الله ‬السنوسي،* ‬كانوا* ‬يحضّرون* ‬أنفسهم للفرار* ‬من* ‬ليبيا* ‬إلى* ‬النيجر*.‬ وعلى الرغم من أنه كان يحوز على أسلحة خفيفة ورشاشات إلا أن سيف الإسلام ورفاقه لم يبدوا أي مقاومة ولم يكن هناك إطلاق للنار، بحسب ما يقول المعارض، وتم اعتقالهم بكل هدوء بعد محاصرة محكمة للمكان ‬وكانت* ‬المجموعة* ‬تمتلك* ‬ثلاث* ‬سيارات* ‬للتحرك* ‬عبر* ‬المنطقة* ‬والتنقل* ‬من* ‬مكان* ‬لآخر* ‬قبل* ‬مباغتتها* ‬من* ‬قبل* ‬مجموعات* ‬الثوار*.‬ وذكر* ‬نفس* ‬المصدر* ‬أن* ‬عبد* الله ‬السنوسي* ‬ليس* ‬بالبعيد* ‬عن* ‬المنطقة* ‬وهو* ‬يحاول* ‬الفرار* ‬إلى* ‬النيجر،* ‬نظرا* ‬لـ"أصوله* ‬الإفريقية"، علماً بأن قبيلة السنوسي هي ليبية وتنحدر من بنغازي، ومنها خرج إدريس السنوسي الذي حكم ليبيا قبل أن يطيح به العقيد القذافي.

توقيت وغايات الاعتقال

مقربون من النظام السابق، لاسيما وكالة "سيفن ديز نيوز" أكدت من قبل اعتقال سيف الإسلام القذافي، وأشارت إلى أنه تمَّ يوم الثلاثاء الفائت، بيدَ أن "ثوار الزنتان" أجَّلوا الإعلان عن اعتقالهِ لاستخدامه كورقة ضغط على المجلس "الانتقالي الليبي" بهدف ضمان مقاعد في الحكومة المقبلة، في حين لم يرد الثوار على هذه الأنباء. وبحسب بعض المصادر الليبية فإن جهات من مسلحي الزنتان روجت لفكرة مبايعة القبائل لسيف الإسلام يوم الجمعة الفائت، بغية ضرب معنويات أنصاره، إذ إن الاعتقال في اليوم الثاني للمبايعة كما يعتقد كثيرون أن لإلقاء القبض على سيف الإسلام علاقة بأحداث ورشفانة والزاوية التي قيل أن أنصار النظام السابق أشعلوا ما بين المنطقتين فتنة تسبب باقتتال دام لأربعة أيام.

صحف أمس البريطانية احتفت بخبر اعتقال نجل العقيد، وتساءلت الاندبندانت اذا كان سيسمح لسيف الإسلام بالحديث عن علاقات نظام والده بالغرب. ويلقي تقرير الصحيفة الضوء على الجدل حول محاكمة سيف الاسلام في ليبيا أو تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي سبق وأصدرت مذكرة اعتقال بحقه. ويقول التقرير عن سيف الاسلام: "إذا نجا، على عكس أبيه، من القصاص العنيف والفوري فإنه يشكل مستودع أسرار مثيرا للمشكلات عن تعاملات نظام القذافي مع الغرب". ويضيف: "كان رئيس الوزراء الأسبق توني بلير وبيتر ماندلسون وشخصيات شهيرة مثل اوليج دريباسكا ونات روتشيلد على علاقة به". وتقول الصحيفة إن السلطات الحاكمة في ليبيا قررت محاكمة سيف الإسلام القذافي في ليبيا، وتتوقع أن يصدر حكم بإعدامه ما يعني أنه لن يحاكم في لاهاي. وتنقل الصحيفة عن متحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية قوله إن السلطات الليبية ملزمة بالتعاون مع المحكمة بما في ذلك تسليم المشتبه بهم، إلا أن سيف الإسلام رفض -حتى في اعتقاله- الاعتراف بشرعية "محكمة الجنايات الدولية".

وتتساءل الصحيفة إن كان سيسمح اصلا لسيف الاسلام الحديث عن دوره في تعاملات بلاده مع الغرب من صفقات النفط إلى الافراج عن المتهم في حادثة لوكربي ـ إن أراد هو الحديث عن تلك الأسرار.

نجل العقيد يطالب باعدامه

أول ما اعتقل، انتشرت شائعة على نطاق واسع أن سيف الإسلام عرض على "ثوَّار الزنتان" وبالتحديد على الحاج العجمي العتيري قائد السريَّة التي اعتقلته، مبلغ 2 بليون دولار مقابل إطلاق سراحه والإفراج عنه عقب قيام السريَّة باعتقاله، إلا أن أحد القابضين صرح لوسائل الإعلام أن سيف الإسلام طلب منهم أخذه إلى مكان آمن أو رميه بالرصاص. في سياق متصل أعلن الناطق باسم المحكمة الجنائيَّة الدوليَّة فادي العبد الله أن بإمكان السلطات الليبيَّة محاكمة "سيف الإسلام القذافي" في ليبيا إذا رأت أن ذلك هو الحل الأفضل، وأن بإمكان ليبيا أن تطلب من المحكمة الجنائيَّة عدم إقامة القضية في لاهاي بناءً على مبدأ التكامل. وأضاف أن المحكمة الجنائيَّة الدوليَّة أصدرت مذكرة توقيف بحق سيف القذافي، وبالتالى فإن السلطات الليبيَّة عليها التعاون مع المحكمة.

محاكمة سيف الإسلام.. اختبار لطرابلس

إلى ذلك؛ قال خبراء إن اعتقال سيف الإسلام القذافي والطريقة التي ستحدد مصيره يشكلان اختبارا لقدرة القادة الجدد في ليبيا على فرض سلطتهم وادارة المرحلة الانتقالية. ووعدت السلطات الجديدة بتأمين محاكمة عادلة له بينما قال وزير العدل وحقوق الانسان الليبي محمد العلاقي إنه يأمل ان يكون هذا اليوم "التاريخي" يشكل "نهاية مرحلة وبداية اخرى" مكرسة "لبناء بلد على اسس العدالة والمساواة". وقال سعد جبار المتخصص بالقانون الدولي والخبير في الشؤون الليبية إنها عمليا "نهاية النفوذ السياسي لعائلة القذافي والخوف النفسي" الذي كان مفروضا على الليبيين. لكنه أضاف أن "الخطر الأكبر الآن هو أن تنقسم القوى التي اسقطت القذافي"، معتبرا أن مطاردة سيف الإسلام ساهمت في توحيد مختلف الفصائل لأسابيع. من جهته، صرح فريد ابراهامز من منظمة الدفاع عن حقوق الانسان هيومن رايتس ووتش إن "المشكلة هي أنه محتجز لدى ميليشيا"، ملمحا بذلك إلى كتيبة الزنتان. وأضاف "أعتقد أنهم يحتجزونه لمسائل تتعلق بالمواقع السياسية بينما تقوم (السلطات) بتشكيل حكومة جديدة".

ورأى ابراهامز أن "هذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التوتر بين الفصائل ويضر بمحاولات ليبيا لإقامة دولة جديد تستند إلى حقوق الإنسان".

وأكد ابراهامز أن إدارة قضية سيف الإسلام "ستشكل بدون أدنى شك اختبارا للسلطات بعد الطريقة التي قتل فيها شقيقه المعتصم ووالده" معمر القذافي. وتابع أنه "اختبار ليعرفوا ما إذا كان يمكنهم معالجته (الملف) بحسب القانون وليس الشارع".

مشكووووووور

شكرا لك علي الموضوع الرائع

شكرا لك علي الموضوع الرائع

عدد المساهمات : 135 الوسام :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع رائع جداً

أشكرك على مجهودك

في امان الله

شكرا لهذا الموضوع الاكثر من رائع يسلمو

شكرا لك وربي يعطيك العافيه

» اتهام سيف الإسلام القذافي بتزوير شهادة الدكتوراه
» الإسلام .. إن الدين عند الله الإسلام .
» القذافي والتحالف مع القاعده ضد الشعب
» إسرائيلية تدعي أنها خالة القذافي وأنه يهودي الأصل
» أسرة القذافي.. صراع السلطة والمال