سيتم التواصل مع المخلوقات الفضائية في غضون عام 2015

قد يجد بعض القراء نكتة في الحديث عن التواصل مع مخلوقات فضائية، ولكن الموضوع يتخذ سمات جدية في الإعلام، وفي أوساط العلماء، كما هو لدى الأدباء ذوي الخيال الواسع
. أذكر أنه في أواسط السبعينيات، سرت موضةٌ أو هوسٌ مداره تداول قصص الاتصال بالفضاء ومخلوقاته، ورؤية الأطباق الطائرة Ufo. ربما يذكر بعض القراء إخراج أورسون ويلز لمسلسل فضائي أثار موجة من الذعر في الولايات المتحدة، إذ أقنع به مئات الآلاف من المستمعين بأن غزواً فضائياً قد وقع بالفعل على أمريكا
، وبصعوبة تمكنت المحطة الإذاعية من إقناع الناس بأن الأمر ليس إلا لعبة إخراجية مقنعة.
وبالتأكيد، لا أحد يستطيع أن يجزم بوجود مخلوقات على الكواكب الأخرى، كما لا يستطيع أحد أن ينفي ذلك.
بالتالي، فكل ما ورد أو سيرد على ألسنة السياسيين والعلماء والأدباء هو افتراضي.
حين عدت من رحلة ما لأجتمع بصديقين من أقرب أصدقائي إلي. روى لي الصديقان، كلٌ على حدة، وعن قناعة تامة، وبحماسة منقطعة النظير، وبمنطق غير قابل للجدال والدحض، أن كلاً منهما رصد – وكذلك بعض زملائهما – مرور طبق طائر فوق دمشق. كانت بعض أدلتهما انقطاع التيار الكهربائي بالكامل عن المدينة وضواحيها فجأة لسبب قيل إنه مجهول عندما استفسروا عنه من السلطات المختصة. وأقسم لي أحدهما أنه رأى بأم عينيه مثلثاً من الأضواء في عتمة الليل الصافي وقد ثبت فوق منطقة من ضواحي دمشق.
وزعم الآخر أن القوات المسلحة رصدت جسماً غريباً جعلها تستنفر، ثم اختفى كما ظهر بعد فترة وجيزة، دون أن تتضح ماهيته. بالتأكيد، ثمة عشرات التفسيرات المنطقية لتلك المشاهدة، أو تلك الظاهرة، التي قد تكون مبنية على أساس، وقد تكون وهمية. ومن الممكن، بالطبع، أن يكون الأمر برمته متعلقاً بطائرة "أواكس" أو ما شابه من أساليب التجسس التكنولوجية الإلكترونية المعقدة، في حين أن أسباب انقطاع التيار الكهربائي في بلادنا عديدة إلى درجة يصعب حصرها. ولكن صديقي الأديبين الشابين آنذاك لم يشطح الخيال بهما كثيراً، كما يبدو، إذ اطلعنا على المشاهدات الأمريكية المزعومة وحدها عن مشاهدات واتصالات مع مخلوقات الفضاء. وهناك نظرية ألمانية المنشأ، مصرية الاقتباس، عن "الذين هبطوا من السماء"، فحفروا خنادق البيرو العجيبة هائلة الحجم، والتي لا يظهر شكلها إلا من الفضاء، ويقال إنهم بناة الأهرامات في مصر أيضاً، وصانعو بعض المعجزات والخوارق على الكرة الأرضية، والتي لم يكن متاحاً للبشر في زمنها من العلوم والمعرفة والأدوات ما يمكنهم من إنجازها. تناولت كثير جداً من قصص الخيال العلمي، سواء الروسي أو الأميركي، علاقة الإنسان بالفضاء، إلى حد افتراضات التزاوج والإنجاب مع زوجة فضائية، (وكأن الزوجات الأرضيات لا يكفين لوجع الدماغ). وأعتقد أن النساء سيقلن ذلك عن طالبي الزواج القادمين من آلاف السنوات الضوئية، ومعهن الحموات الفضائيات. لكن بعيداً عن المزاح، فإن الأمر اتخذ في اليابان أخيراً صيغة بالغة الجدية، إذ يُعتقد أن الفضائيين إذا وجدوا حقاً، وتواصلوا مع البشر على الكرة الأرضية ذات يوم - وهو احتمال وارد ومنطقي لدى كثيرين، مثلما يرفضه ويهزأ فيه آخرون - فإن ذلك سيحدث مع اليابانيين تحديداً. فلماذا؟
وضع علماء يابانيون عدة أسباب تبرر نظرية اتصال الفضائيين بسكان اليابان قبل غيرهم من البشر، وهي ليست ذات صلة بكون لونهم الأصفر، مما يشمل الصين والكوريتين ومناطق أخرى واسعة. كما أنه لا علاقة لها بشكل عيونهم، بقدر ما لها علاقة ببعد بصيرتهم العلمية. وها نحن نورد نماذج من التمهيد الياباني المنتظر لهبوط طبق طائر يحمل مخلوقات من طراز "إي. تي.":
1 – ضمَّن وزير الدفاع الياباني شيغيرو إيشيبا في العام الفائت جزءاً من استراتيجيته الدفاعية قوله: "إذا هبط الفضائيون قائلين يا سكان الأرض، فلنكن أصدقاء،/ فلن نعتبر ذلك اعتداءاً جائراً على بلادنا. القضية الأخرى هي كيف نستطيع نقل نوايانا إليهم إذا كنا لا نفهم ما الذي يقولونه، إنما يمكننا الأخذ بعين الاعتبار وجود وسائل أخرى". من جهته، يعتقد المسؤول الحكومي الياباني البارز نوبوتكا ماشيمورا اعتقاداً جازماً بوجود الأطباق الطائرة والفضائيين، بحيث أصدرت الحكومة اليابانية دليلاً تفصيلياً رسمياً لكيفية التصرف لدى الاحتكاك بالمخلوقات الفضائية إذا حدث وهبطت على الأرض.
2 – منذ عام 1983، حاول رواد الفضاء اليابانيون مراسلة المخلوقات الفضائية برسالة موجهة إلى كوكب "آلتير"، الذي يبعد سنوات ضوئية عنا، احتوت على صور عن الأرض، موقعها، أشكال البشر، حقائق ووثائق عن كيمياء الحياة على كوكبنا. وقيل أخيراً إنه لو كان أحد قد تسلم تلك الرسالة على كوكب "آلتير"، فإن الجواب سيصلنا في غضون عام 2015. وبالمناسبة، ليست هذه الرسالة هي الأولى، إذ سبق أن أرسلت واحدة قبلها من بورتو ريكو عام 1974 عبر أكبر تلسكوب في العالم إلى مجموعة نجوم تبعد خمسة وعشرين ألف سنة ضوئية عنا. ويجري التأكيد دائماً عن ضرورة تضمين الرسائل الموجهة إلى الفضاء التعريف بالأعراق المختلفة التي تعيش على الأرض، وثقافاتها المتباينة. والرسائل جميعاً بالطبع مكتوبة رقمياً، أو بنبضات ليزرية، أي أنها مشفرة بحيث لا تفكها إلا مخلوقات متطورة وبالغة الذكاء.
3 – تملك اليابان مرصداً فضائياً فريداً من نوعه في العالم. فبعد محاولات أولية في الستينيات لرصد الفضاء والإشارات الفضائية، أقلع كثيرون عن ذلك لتكلفته العالية واستهلاكه الهائل للطاقة. بالتالي، بقي مرصد "نيشيهاريما" الياباني هو الوحيد النشط في رصد وتسجيل وتحليل النبضات الفضائية عبر موجات الأثير.
4 – يسود الاعتقاد بأن المخلوقات الفضائية متقدمة علمياً وذكية جداً، واليابانيون يقفون في طليعة الأمم في اختراع "روبوتات" ووسائل افتراضية وتكنولوجيا متقدمة جداً تساعدهم على إمكانية الحوار مع مخلوقات الفضاء إذا هبطت على الأرض.
5 – يقول الكوريون الشماليون إن مفاعلهم النووي يملك قدرة مزدوجة على التواصل اللاسلكي مع المخلوقات الفضائية عبر مسافة ألف سنة ضوئية. وإذا صدق زعم الكوريين الشماليين، فإن المؤكد أن اليابانيين في جوارهم يملكون القدرة نفسها على التقاط تلك الذبذبات ورصد تلك الاتصالات. لذلك، ليس ضرباً من الخيال البعيد أن نقول: إن عصر التواصل مع مخلوقات الفضاء قادم في حقبة ما من الألفية الثالثة.
م.ن
.. د. رياض عصمت .. كاتب في مجلة العرب الدولية
 

شكرا جزيلا أخي الكريم

شكرا لي اخي الغالي

شكرا لـــك

مشكور اخي على هذا الموضوع المميز الجميل
يعطيك العافية

بارك الله فيك و جزاك ألف خير

طرح في قمة الروه يسلمو

شكرا لك بوركتت