ما بعد المباراة | كلوب يُجهز على دي ماريا، وراموس قلب هجوم..!

[right]

[right]خرج بروسيا دورتموند سعيداً بمحافظته على صدارة المجموعة الرابعة من دوري أبطال أوروبا لكنه كان حزيناً بعد ضياع فوزٍ كان جديراً بأن يحسم بشكل شبه تام هذه الصدارة.

في حين كان ريال مدريد سعيداً بهذه النقطة رغم أنه بات في وضعية سيئة للوصول لصدارة معتادة منه لمجموعته في دوري الأبطال، وقد يتعرض لموقف لا يُحسد عليه بمواجهة فريق قوي في دور الـ16 إلا لو تخاذل دورتموند.

1- كان يورجن كلوب خبيثاً جداً في فكرة إشراك جروسكرويتس في مركز الجناح الأيسر، فقد كان جروسكرويتس هذا "العلقم" في حلق ريال مدريد .. بشكل عام وبعد نقاش مع زميلي سيف صلاح الدين في قسم الدوري الألماني اتفقنا على أن دورتموند يلعب بشكل عام بجناحه الأيمن متقدماً على الجناح الأيسر بعض الشيء، لكن إشراك جروسكرويتس بالذات كان علامة دهاء كبيرة من كلوب، فالأخير نجح تماماً في مهامه الهجومية لكنه في الوضعية الدفاعية كان أقرب إلى لاعب وسط مدافع ثالث فأغلق الماء والنور تماماً على جبهة أنخيل دي ماريا وسيرخيو راموس فانتهى الأرجنتيني تماماً مجبراً مورينيو للمرة الأولى منذ فترة طويلة على نقله للجناح الأيسر.

2- كعادة ريال مدريد، يمارس ضغطاً مهولاً في الفترات الحساسة من المباريات التي يقل فيها تركيز أي فريق .. دائماً تجده نشيطاً في بداية ونهاية كل شوط لكنه يكون مفزعاً فعلاً لأي فريق في نهاية المباراة .. قلتها لصديقي الذي يشاهد المباراة معي أن ريال مدريد سيجهز تماماً على أي هجمة لدورتموند في مهدها بدءً من الدقيقة 78-80 وسيجعل المباراة كلها في منتصف ملعب دورتموند وقد كان .. اكتسح المدريديون الملعب تماماً وصحيح أنهم سجلوا هدفهم من ركلة حرة وبشكل كوميدي بعض الشيء، إلا أنهم أضاعوا عدة فرص وكانوا خطرين جداً.

3- يمكن القول أن بروسيا دورتموند يثبت يوماً بعد يوم أنه أكثر فريق يمارس الجماعية الحقة في كرة القدم في الوقت الحالي .. فريق رائع جداً في تلاحمه وتكاتفه وعدم تأثره بغياب لاعب بسبب ذلك التلذذ باللعب الجماعي وعدم الركون لفكرة وجود نجوم في الفريق .. باعتقادي أن الفريق الثاني في أوروبا في الوقت الحالي الذي يلعب بهذه الجماعية الجبارة هو أتلتيكو مدريد.

4- يُحسب ضد مورينيو أنه أخطأ في التشكيلة (سنتحدث عن هذا الأمر في السلبيات) لكن يُحسب له عدم تأخره أيضاً في التبديلات وهذا هو سر قوة هذا المدرب .. ليس تقليدياً وينتظر حتى الدقيقة 65 ليجري تبديلاته.. كما أن كل تبديلاته كانت مؤثرة سواء بإشراك إيسيان وكاييخون أو بالدفعة القوية التي حدثت بعد اشتراك كاكا.

1- في الكرات الطولية التي يلعبها الدفاع لا يكون ضرورياً في كل الأوقات أن يتواجد الظهير الأيمن بجانب قلبي الدفاع لكن ماذا لو كان الجناح الأيسر للمنافس متواجداً ؟ هل يُعقل أن يتواجد جروسكرويتس في منطقة الخطورة بينما سيرخيو راموس متواجداً عند خط المنتصف يراقب الموقف ؟ ليفاندوفسكي لم تصبه الحيرة كثيراً وهو يختار تمرير الرأسية إلى جروسكرويتس فالأخير كان بدون أدنى رقابة من "المرشح للكرة الذهبية لهذا العام" ويبدو أن راموس ظن أن مورينيو نقله من مركز قلب الدفاع إلى قلب الهجوم وليس الظهير الأيمن والأخير مركز دفاعي بالمناسبة !..

2- لا أعلم إن كان مورينيو ظن أنه يلاقي فريقاً عادياً في الدوري الإسباني أو أن قراره بإشراك مودريتش في مركز خط الوسط المدافع يعود لرغبته في الهجوم المتواصل .. أياً كانت دوافعه وأياً كانت قناعاته تجاه دورتموند، يمكن وصف هذا القرار بـ"الفادح" فقوة أي فريق تكمن في نقطة ارتكازه وفي بنائه الدفاعي ومورينيو فشل تماماً في التحلي بإدراك هذه النقطة، فبات ريال مدريد مجبراً في كل مرة أن يبدأ هجمته من عند كاسياس بدلاً من قطع كثيرٍ من الكرات في المنتصف وبدء الهجمة قبل تنظيم صفوف الألمان ما تسبب في إرهاق لاعبيه نسبياً قبل وصول الكرة إلى أماكن الخطورة، كما أن ذلك تسبب في تعرض الفريق لعديد الهجمات الخطرة في الشوط الأول..

3- قد يوافقني البعض وقد يختلف .. باعتقادي أن الهدف الأول لدورتموند والهدف الثاني لريال مدريد به جزء من المسؤولية على الحارسين .. كاسياس فوجئ بالكرة في اتجاهه من رويس لكني أعتقد أن هناك من كان قادراً على إخراج هذه الكرة، أما فايدنفيلر فانتظاره لمعرفة مصير تسديدة أوزيل يدعو للسخرية، فالحارس المميز لا يترك فرصة للصدف فتحكمت فيه الكرة بدلاً من أن يتحكم هو فيها.